التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2012

التعلق بــــالله

مكانة إبراهيم عليه السلام: {إنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل:120] ،  {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود:75] ،  {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} [النحل:123] ، نصوصٌ واضحةٌ بيّنةٌ عن فضل ذلك الرسول الكريم، لا تكاد تجدها وصفاً أو مدحاً لغيره من المرسلين سوى نبينا صلى الله عليه وسلم. إنّ شخصاً هذه نعوته، وهذه صفاته، وتلك أخلاقه، وذلك سَمْته؛  جديرٌ أن يقفَ العاقل معه متأمّلاً نهجه في الحياة، وطريقته في العيش. لماذا   نتأمّل في حياته؟: إنّ التزكيةَ والمدحَ لهذا الإمامِ العظيم والنبي الكريم  لم يأتِ من أحدِ المصلحين أو أحدِ العقلاء أو جمعٍ منهم، مع أنّ مَن مَدحه العقلاءُ والمجرّبون كان جديراً بالاهتمام، والوقوف مع تجربته في الحياة، فما بالنا بمَن مدَحه ونعَته بتلك الأوصاف ربُّ العزّ والجلال،  واختاره من قال عز وجل:   {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص:68] ،  عندئذٍ يكونُ الاقتداءُ والتأسّي به من الواجبِ عقلاً، كما أنّه من الواجب شرعاً؛  قال الله تعالى: ...

هــــــــــــاك المصحف وأرني أين المخرج ...

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين. قد يقول جاهل متشائم بلسان الحال: لقد قلّبت المصحف ورقة، وبعد ورقة، فلم أجد فيه وصفاً لسبيل خروج الأمة من واقعها أو انتصارها على عدوها، لم يذكر القرآن أمريكا، ولم يبين آلية التعامل مع الأمم المتحدة، ولا ولا... أقول هذا لأني تأملت حال بعض المتشائمين فرأيتهم يتساءل متسائلهم بلسان الحال أو المقال ، فيقول: كيف يخرج بنا الوحي من مأزقنا وما هي الطريق؟ يريد منك أن تضع خطوات شبيهة بخطوات حل المعادلة الرياضية، فتقول: الخطوة الأولى كذا، والثانية هكذا، والثالثة كيت، والرابعة كيت وكيت، ثم الخامسة، فالسادسة، وبعدها تجد الواقع قد تغير، والحال قد تبدل. كأنه يتوقع منك أن ترسم طلاسم، ثم تهمهم بما لا يفهم، ثم تقوم باسطاً ذراعيك مسفراً عن المعادلات الموهومة،  وإلاّ... بسط اليأس ذراعيه في صدره! وتلك لعمرو الله نظرة ساذجة في ظل واقع مليء بالمتغيرات والمتباينات والمجاهيل، لا يستطيع أحد من البشر أن يضع له خطوات تحكمه، وإن وضعها سفهاً فلن يستطيع حمل الناس عليها، بل ربما ما استطاع حمل نفسه عليها...